-A +A
ياسر سلامة
الزيادة المجنونة في أسعار عقارات جدة تنشر وتبعث حالة من الإحباط في نفوس معظم سكانها، هؤلاء الأكثرية من أهالي العروس كبقية معظم الناس في كافة المدن هم من أصحاب الدخل المحدود الذين متى ما فرحوا بتحويشة متواضعة وفروها على حساب حياتهم ومستقبل أبنائهم لعلهم بها يمتلكون بيت العمر أو جزءا منه يفاجؤون بزيادة مخيفة في أسعار العقار تسبق وتفوق حلمهم وقدرتهم، وإلى ما لا نهاية من الزيادة غير المبررة والتي يتوقع الكثير بلوغها أرقاما قياسية لم تصل إليها من قبل مع الإعلان عن نظام وبنود الرهن العقاري وهذا على الأقل في المدى القصير والمتوسط حسب تحليل المختصين.
هؤلاء المواطنون الذين أرهقتهم الإيجارات المستمرة أيضا بالزيادة والمبالغة لا مجال لهم بالحساب والتوفير امتلاك بيت كريم، فلا يمكن لموظف قطاع عام ليس له إلا وظيفته القدرة على شراء بيت ولو خارج جدة، فمن كان يصدق أن الناس سوف تصل شمالا لما بعد الرحيلي ومن كان يتخيل أن أسعار إيجارات بعض البيوت العادية تحت كبري ذهبان وصلت إلى الخمسين ألف ريال في السنة.
لو أخذنا على سبيل المثال أحياء سكنية كالنهضة شمالا والزهرة جنوب شارع حراء، هذه الأحياء لا تعتبر جديدة وليست أيضا من مناطق الخمسة نجوم في جدة رغم تميز موقعها إلا أن أسعار مبانيها وأراضيها وصلت خلال زمن قصير لأرقام غير متوقعة، فالنهضة مثلا وصلت إيجارات بعض شققها الخمس غرف الصغيرة التي لا تزيد مساحتها على 200 متر مربع إلى 50 ألف ريال سنويا ناهيك عن أسعار الأراضي والبيوت القديمة التي وصل سعر المتر لبعضها سبعه وثمانية آلاف ريال أكثر..
كيف لمن يتقاضى راتبا شهريا خمسة أو عشرة أو حتى عشرين ألف ريال أن يمتلك بيتا يطمئن به على أبنائه وأسرته في ظل هذا التمادي في الغلاء أو كيف له أن يستأجر مثل هذه الشقق بهذه الأسعار، الرهن العقاري خطوة من خطوات حل المشكلة وسيزيد من شريحة ملاك العقار وبالذات تلك التي تملك أرضا ولا تملك مالا للبناء وأيضا سيخدم أصحاب الرواتب العالية ويساعدهم على امتلاك بيت العمر ولكن ماذا عن أصحاب الشرائح التي لا تتجاوز رواتبها الخمسة والستة آلاف ريال شهريا في أحسن الحالات، هذا إن وجد، لذلك يجب البحث عن الحلول والعمل على الحد من هذا الغلاء غير المبرر في كثير من مناطق وأحياء جدة، عوامل وأسباب غلاء العقار في العروس بعضها مستمر ولن يتوقف كزيادة الطلب والنزوح المستمر والمنقطع النظير على هذه المدينة من كل الجهات، وبعض هذه العوامل لم تر النور وإلا ازدادت حدة الأزمة الحادة أصلا.
ويأتي على رأس هذه العوامل إقرار تملك الخليجيين وهذا إن حدث فمن المؤكد أن إخواننا أبناء دول الخليج سينكبون على جدة لأنها ببساطة بوابة الحرمين الشريفين وليس بعد ذلك شرف.. وللحديث بقيه.

للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 192 مسافة ثم الرسالة



Y.SALAMAH@HOTMAIL.COM